لابد ان تكون هناك دراسه وفهم حقيقي للمبادىء الاسلاميه لان الاسلام هواول من اشاد بالاخلاق والادب وجعل بهما الانسان في مصاف الملائكة بعد ان كان لا يدري ماهي حقيقتها والتي يسموبها ويتكامل عقله فلا فضيلة فوق فضيلة الخلق الحسن فأنه يرفع بها الشعوب الى سماء المجد والعظمه وهو العامل الاساسي للتقدم والازدهار والرقي الحقيقي فما ان بزغ فجر الاسلام في الجزيرة العربيه وشع نوره في الدنيا وضع اساس القيم الاخلاقيه في اسمى علاقة بين الفرد والمجتمع ازدهارا للنفوس وتنويرا للعقول ورفعة وتقدير للانسان المسلم والسبب في ذلك يرجع الى ادخال العادات الغربيه للبلدان الاسلاميه والهدف هواضعاف الروح الدينيه والمثل الاخلاقيه لدى هذه المجتمعات بعدان وجه النفوس المضطربه الى المفاسد والرذائل وكل ما حرمه الدين الاسلامي ونهى عنه القرآن الكريم كالخمر والغناء ليقع بها المسلم فيحرم من ادب والاخلاق وينسى حظه من التطور والثقافه الدينيه الحقيقيه ومن جانب اخر يربط هذا التطور بالحريه ويصيغها بعبارت واساليب فارغه ليغرِ بها الساذجين وليس الحريه كما يرون الا الخروج عن القيود الاستعباديه (كم يفهمون ذلك)كما اوصى بها الامام علي عليه السلام ولده الامام عليه السلام بقوله (((لاتكن عبدغيركوقد جعلك الله حرً)))فليس الحريه هي الخروج عن النظم الاسلاميه واستعباد الشعوب وايقاع الناس في هوة الجهل والاضطراب كما يريده اعداء الاسلام ,الاسلام الذي جاء به النبي محمد صلى الله وعلي واله وسلم فهذ الدين كان انقلاباً على الواقع الفاسد وعلى الظلم والظلام وهو دعوة للحق والسلام وليس للتلفيق بصفات لايقرها ويصيغ منظومة من الافكار والممارسات تتنافى مع رؤيته وتطلعاته وفي مقدمتها المساواة والعدل والحرية وقيم الحياة والكرامة الانسانيه لا للذين ينادون من اجل انغماسالناس في الشهوات وارتكاب كل قبيح ومنكر ولذلك نراهم يدفعون بالمجتمع عن مركزه ليصبح عديمالقيم والاخلاق قرين الذل والفساد والدافع وراء ذلك هو الازدهار والتقدوفي الافكار ولذلك اصبح المألوف لدى كل المسلمين ان يسمعوا بشكل دائم ماتردده وسائل الاعلام عن المسلمين من انهماعداء الحضارة ومتخلفون وقد انذر الله سبحانه وتعالى هؤلاء الذين يعرفون القرآن الكريم ولايمشون بتعاليمه لقوله عزوجل (((ياأيها الذّين أمنوا ان تطيعوا فريقا من الذّين أوتوا الكتاب يردوكم بعد أيمانكم كافرين )))ان الدين الاسلامي لا يحاول ارجاع البشريه الى الجهل والتخلف بل هوثورة فكريه تقود الانسان الى الكمال والترقي في جميع المجالات ومن اهمها تنمية الاصول الاخلاقيه التي تمثل في الحقيقه اسس الهويه الانسانيه ولها جذور فطريه واسس ثابته وخالدة وهي لا تتغير بسبب الزمان وطروء التحولات والتطورات الاحتماعيه وهذ القانون الاخلاقي الاسلامي ثابت لايتغير ابدا لذلك نرى ان الخطاب الاسلامي ((القرآني))وجه النسان _مادامت الانسانيه_وحفّزه ليتطلع الى الثقافه والعرفان ومهد له الوسائل ويسّر له السبل ليتعلمويكتسح كابوس الجهل والتخلف بشتى اشكاله فالحريه ليست ---كما يفهمون ---العري والتخنث والفساد -بل ان الحريه في المنظور الاسلامي هي التحرر من قيود الجهل والتخلف وهي التطلع الى الرقي في سلّم العلم والكمال --وهي التكامل الاخلاقي والروحي والفكري وهي المنهج الواضح ---وهي السماحه والسمو في سماء الفكر وهي نتاج الفكر الاسلامي .