ماذا يعني يوم القيامة عند المسيحيين ؟
من اين جاءت هذه التسمية
( القيامة )
وما هو سر الارتباط بينها وبين عيد
( شم النسيم ) ؟؟
من ويكيبيدياء الموسوعة الحرة "
تعريف عيد القيامة : يعرف ( بباسكا ) اي عيد الفصح باليونانية
. انه عيد القيامة او احد القيامة او يوم القيامة . يعتبر من اهم الاعياد الدينية في الليثروجيا ( الطقس الديني ) عند المسيحية . وعادة يكون بين اواخر مارس واواخر ابريل .
يتم الاحتفال بقيامة المسيح ( ع )
من بين الاموات هذا ما يؤمن به اتباعه بعدما مات المسيح على الصليب في عام 33 ـ 27 .. في الكنيسة الكاثوليكية يكون الاحتفال بعيد القيامة لمدة 8 ايام ويسمى اليوم الثامن بعد احتفال الكنيسة ( Octave of Easter ) .
يشير عيد القيامة الى الى فصل في التقويم الكنسي ويدوم لمدة 50 يوما حيث يبدأ من احد القيامة الى عيد حلول الروح القدس ..
في غالبية لغات المجتمعات المسيحية ، ما عدا الانكليزية والالمانية والسلافية ان اسم هذا الاحتفال الديني مشتق من ( Pesach (
اي الاسم العبري لعيد الفصح الذي هو عيد اليهود ، حيث يوجد ربط بين عيد الفصح وعيد القيامة ..
تاريخ القيامة : يصادف عادة عيد القيامة يوم الاحد من 22 مارس الى 25 ابريل واليوم الذي بعده الاثنين يعتبر عطلة رسمية في الكثير من البلدان .
حسب الكنيسة الشرقية : يقع بين 4 ابريل و 8 مايو بين سنة 1900 ـ 2100 حسب التقويم الجورجي ..يعتبر عيد القيامة والاعياد المرتبطة به اعياد متغيرة التواريخ حسب التقويم الجورجي او التقويم القيصري ـ Julian التي تتعقب حركة الشمس والفصول ..
مشاهدات دينية عن عيد القيامة :
عند المسيحيين الغربيين : هناك عدة طرق للاحتفال بعيد القيامة عند المسيحيين الغربيين ، من حيث الاحتفال الكنسي " الليتورجي " في عيد القيامة نرى الرومان والكاثوليك واللوتريين والانغليكان يحتفلون بقيامة المسيح في ليلة سبت النور ، في اهم احتفالية كنسية من السنة كلها تبدأ في الظلام وحول لهب النار الفصحية المقدسة حيث يتم اشعال شمعة كبيرة تدل على قيامة المسيح ، وانشاد الترانيم . بعد ذلك يتم قراءة اجزاء من العهد القديم من الكتاب المقدس ، قراءة من قصة الخلق وتضحية اسحق وعبور البحر الاحمر والتنبوء بقدوم المسيح ( ع ) يليه ترنيم الهليوليا وقراءة انجيل القيامة .
قديما كان يعد وقت عيد القيامة من اهم الاوقات التي تلقى المعمودية للناس الجدد الذين ينظمون الى الكنيسة ، حيث تقوم الكنيسة الكاثوليكية بهذا الطقس سواء كان هناك اشخاص للعماد ام لا . لكن هذا التقليد هو لتجديد مواعيد المعمودية ..
ينتهي احتفال سبت النور بذبيحة القربان المقدسونرى بعض الاختلافات بالطقس الديني ، فبعض الكنائس تقرأ من العهد القديم قبل ان توقد الشمعة الفصحية ويتم قراءة الكتاب المقدس الانجيل
بعد الترانيم مباشرة . اما كنائس اخرى تفضل الاحتفال في صباح الاحد وليس في ليلة السبت كما في الكنائس البروتستانتية حيث ان النساء ذهبوا الى قبر المسيح في فجر الاحد وكان المسيح قد قام ويقام عادة هذا الاحتفال في ساحة الكنيسة ..
عند المسيحيين الشرقيين : يعتبر عيد القيامة من اهم الاحتفالات الدينية عند الشرقيين والارثذوكسيين الشرقيين ايضا .
فاي احتفال في التقويم حتى الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح يعتبر عيد ثانوي مقارنة بعيد قيامة المسيح . نرى ذلك في البلدان الذي يشكل الارثذوكس النسبة الغالبة من سكانها ولا يعني هذا ان الاعياد الاخرة غير مهمة ..
عيد القيامة هو تحقيق رسالة المسيح على الارض لهذا يتم ترنيم هذه الكلمات ( المسيح قام من بين الاموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور ) يقوم الارثذوكس اضافة الى الصوم باعطاء الصدقات والصلاة في زمن الصوم الكبير وكذلك بالتقليل من الاشياء الترفيهية والغير مهمة وتلغى يوم الجمغة الالام فيتم الاحتفال حوالي الساعة 11 مساء من ليلة سبت النور ، اليوم التالي لا يوجد ( ليتروجيا ) اي طقس ديني لان الاحتفال قد تم به ليلا ..
ماهو سر الارتباط بين عيد شم النسيم وعيد القيامة :
عيد شم النسيم هو عيد مصري قديم كان المصريون القدماء يحتفلون به مع بداية فصل الربيع . وشم النسيم هي كلمة قبطية ( مصرية ) لا تعني استنشاق الهواء الجميل بل تعني ( بستان الزروع ) شوم تعني بستان ونسيم تعني الزروع ، فتطور نطق الكلمة مع الزمن ( الى شم النسيم الذي يعتقد الكثيرين انها كلمة عربية ولكنها في الاصل قبطية .
في القرن الرابع بعد انتشار المسيحية في مصر واجه المصريون مشكلة في الاحتفال بهذا العيد اذ انه كان يقع دائما ضمن موسم الصوم الكبير المقدس الذي يسبق عيد القيامة المجيد ..
وفترة الصوم تتميز بالنسك والاختلاء والعبادة العميقة والامتناع من جميع الاطعمة التي تعود الى اصل حيواني . فكانت هناك صعوبة بالاحتفال بعيد الربيع ( شم النسيم ) الى ما بعد فترة الصوم ، فصار الاتفاق على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة والذي يصادف دائما يوم احد فيكون عيد شم النسيم يوم الاثنين التالي له .
اما بخصوص عيد القيامة فله حساب فلكي طويل يسمى حساب ( الاقبطي ) وتعني : عمر القمر في بداية شهر توت القبطي من كل عام .وضع هذا الحساب في القرن الثالث الميلادي بواسطة الفلكي المصري بطليموس الفرماوي
( من بلدة الفرما بين بور سعيد والعريش ) في عهد البابا ( ديمثريوس ) الكراّم ( البطريك رقم 12 بين عامي 189 ـ 232 ) وقد نسب هذا الحساب الى الاب البطريك فدعي حساب الكرمة .
وهذا الحساب هو الذي يحدد موعد الاحتفال بعيد القيامة المسيحي بحيث يكون موحدا في جميع انحاء العالم ، وبالفعل وافق على العمل به جميع اساقفة روما وانطاكية واورشليم أنذاك بناء ً على ما كتبه لهم البابا ديمثريوس الكرام وهذا الحساب يراعى ان يكون الاحتفال بعيد القيامة موافقا للشروط التالية :
! ـ ان يكون يوم احد لان قيامة الرب كانت فعلا يوم احد .
2 ـ ان ياتي بعد الاعتدال الربيعي .
3 ـ ان يكون بعد فصح اليهود لان القيامة جاءت بعد الفصح اليهودي حسب ما جاء في الاناجيل الاربعة فمن ثم اصبح عيد القيامة عند الغربيين ياتي احيانا في نفس يوم احتفال الشرقيين .
ومن الجدير بالذكر ان البروتستانت لم يعجبهم التعديل الكاثوليكي على موعد الاحتفال بعيد القيامة وظلوا يعيدون طبقا لتقويم الاقبطي الشرقي حتى عام 1775 ولكن مع ازدياد النفوذ الغربي اضطروا لترك التقويم الاصيل وموافقة التقويم الغريغوري ..
هذا كان باختصار اهم الخلفيات التي يرتبط بها هذه العيد المجيد ، فعليه :
نقول للاخوة المسيحيين في العالم اجمع وفي بلدنا العزيز العراق بشكل خاص ، اصدق التهاني واسمى الاماني بهذه المناسبة السعيدة أملين ان تسود مشاعر المحبة بين العراقيين جميعا في وحدة وطنية راسخة وان تجمعهم في نسيج متماسك يقوي من وحدة عراقنا الغالي لدعم مسيرته نحو التقدم والازدهار ، ونحن نصلي جميعا لاجل انقاذه من هذه المحنة الصعبة ، ولنضع جميعا يوم القيامة والحساب امام اعيننا حتى نقف امام الله سبحانه يوم الدين دون ان تبكينا ضمائرنا ، وليتنا ان نبذل ما بوسعنا من اجل انقاذ وسعادة الاخرين سواء في محيط الاسرة او الوطن او البشرية جمعاء ،
حبا للجميع ولابد لهذا الحب ان يقف الى جوارنا في ذلك اليوم ، ولن يدخل ملكوت الله الا القلوب النقية والعامرة بحب الله والخير لكل الذين احبوا الغير ...