بعض الأمهات و الآباء يعتبرون بلوغ ابنتهما يشكل عبىء ثقيل
تفضحه عيونهم بدون كلام .. تصرفاتهم ..
القصة هذي ( أم ) كأنها اكتشف بدون سابق إنذار أن ابنتها لم تعد طفلة !
وربما لطمت و ولولت ,,,,,,,
قبل أن تصدر قوانين من ممنوعات لطفلتها المرأة ......!
لم تشعر إلا هي تركض نحو غرفتها تسبقها دموعها ,,
أغلقت الباب خلفها ,, لا تسمع إلا صوت أنفاسها المتهدجة و بكائها ..
غضب العالم كله تجمع بين ضلوعها وهي تلقي بجسدها فوق الفراش
وشعرت ببوادر حقد تجاه أخيها ( أحمد ) ,,
تشعر بغضب تجاه أمها ..
لقد بدأت تعاملها بإسلوب عجيب !
لكنها توجت كل تصرفاتها بقرارها الغريب هذا اليوم .
لقد حرمتها الخروج بمفردها ..! لابد وأن يكون ( أحمد ) معها ..
حاولت استعطاف أمها فهي ستخرج مع ( المربية ) كما تعودت ..
ثم إنها كانت تخرج لصديقتها و مادام الغروب لم يحن ..
والتي تسكن نفس الشارع الذي تسكنه ..
ما الذي تغير إذن ؟ ردت أمها
(( لقد كبرت ,, لذلك لا بد أن نخاف عليك ؟؟ ))
الغيظ يدمرها لماذا يخافون عليها ؟
من أي شيء يأتي الخوف ؟ هل هناك من يريد إيذائها ؟ ولماذا ؟
بدون وعي منها اتجهت للمرآة تضع أناملها على وجهها , لم تتغير ..
تمسك خصلات شعرها المسترسلة , لم تتغير ..
لم يحدث منها أي تغيير ,,
تدور حول نفسها بفستانها الوردي ..
وجواربها البيضاء القصيرة و حذائها الأبيض
ما الذي تغير حتى يعاملونها هكذا ؟
فجأة !!
وهي تكمل دورتها أمام المرآة
بدأت تلاحظ أشياء كانت تحب أن تتجاهلها ....
نعم بعض التغيرات طرأت !
لابد أنهم شاهدوها كما شاهدتها هي ..
هل من أجل هذه التغيرات تعاملها أمها بهذا الشكل ؟
إنها تعرف أمها جيدا .. ما دامت قررت شيئا فلن تتراجع أبدا عنه ,
لا بد أن يصحبها أحد ,,! ولكن أين هو ؟
أنه مع رفاقه بين لعبه
هل يجب عليها ربط خطواتها به من الآن فصاعدا ..؟
( أحمد ) شقيقها الأصغر أصغر منها بسنتين في العاشرة من عمره
فهل يمكن لمن يصغرها أن يحميها ؟
هل هي ضعيفة إلى هذا الحد ؟
طوال حياتها و والداها يعلمانها أن أحمد هو الأصغر
ولا بد أن ترعاه و تعطف عليه وتأخذ بيده,
لماذا اليوم تعهد إليه أمها بحمايتها ؟
لقد بدأت تشعر بتناقضات يضيق لها صدرها وظلم تنتفظ له جوانحها .
وبدأت تراقب ما يحدث
وكأنها مجرد متفرج يشاهد لقطات لفيلم مليء بالأحداث ..
لقد أدركت إنها لم تعد الطفلة التي تلهو هنا وهناك ..
ثمت شيء حدث في حياتها لابد وأن تتجاوب معه شاءت أم رفضت
فكل من حولها أصبح يتوقع منها سلوكا يختلف كثيرا عن ذي قبل ..
صار مفروضا عليها الإشتراك في مسؤولية البيت رغم وجود الخادمة ..
ورعاية الصغار رغم وجود المربية ..
هل عندما تبلغ الفتاة الثانية عشرة يعتبر هل ذلك ذنبا تعاقب عليه ؟
هكذا كانت تفكر وتقف حائرة مستفزة مكبوتة الغضب ..
و صارت تقلب أمرها على جميع الأوجه
إنها لم تتغير معهم . لم تفعل ما يغضبهم .
ما الذي بدل معاملتهم لها ؟
إلا سبباً واحدا كان هو نقطة تحولها ..
إن هذه التغييرات التي طرأت على مظهرها
والتي تؤكد إنها ستودع دنيا الأطفال لتدخل عااااااالم الفتيات
لقد أصبحت تنظر للتغيرات بعين القلق فهي تحبها لأنها تؤكد ذاتها
لكنها في الوقت نفسه تنفر منها
لأنها تحرمها من حياة أحبتها و تعودتها ..
هل يصل بها الأمر أن تكره أشياء تحدث بداخلها ..
تكره نفسها إذاً ..
كيـف ؟
بدأ ادراكها لما يحدث حولها يزداد و يتسع
ويصبح في حالة الإستعداد القصوى .,,
مع الوقت بدأت قائمة الممنوعات تزداد ,,,
وقائمة الأعمال المسموح بها تتناقص ..
هل تمنت إن تصبح ولداً ؟!
لا !!؟ و لماذا تنكر ؟
حقا تمنت ذلك في لحظة من اللحظات !!
حيث علامات أنوثتها صارت السيف المسلط
على رقبة عفويتها .. و حريتها ..
ومع ظهور كل علامة كانت قائمة المحظورات تزداد عددا
و كانت حيرتها تتضاغف و ضيقها يبتلع كل محاولات الهدوء ,,
ليتها كانت ( صبيا ) ... !!
نعم قالتها لنفسها فهذا هو ( عبدالله ) شقيقها الأكبر ..
تذكر إنه عندما نبت شاربه إحتفل الجميع به ..
وعندما اخشوشن صوته صار مدعاة للفخر ..
وكلما ظهرت علامات رجولته أعطوه حقوقا أكثر ..
بدون وعي اتجهت للمرآة ..
رسمت شاربا تحت أنفها ..
ضايقها منظرها .. بسرعة أزالت آثاره
وارتمت فوق فراشها تبكي بحرقة ..