بينما فشل لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي في هز الشباك وقيادة منتخب بلاده للفوز في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا بالأرجنتين ، نجحت اللاعبة البرازيلية مارتا في استدعاء "روح ميسي" على بعد آلاف الكيلومترات من خلال تألقها في بطولة كأس العالم للسيدات المقامة حاليا في ألمانيا.
ونالت مارتا ، الفائزة بلقب أفضل لاعبة كرة قدم في العالم على مدار السنوات الخمس الماضية على التوالي ، المزيد من عبارات الإشادة وهتافات الاستحسان بعدما سجلت هدفين وصنعت الثالث لمنتخب بلادها في المباراة التي حقق فيها الفوز 3/صفر على المنتخب النرويجي العريق.
ولا يختلف اثنان على أن مارتا هي الأفضل في عالم كرة القدم النسائية حيث يعتبرها الجميع "ميسي الكرة النسائية".
وفي الوقت الذي أصاب فيه المنتخب البرازيلي مشجعيه بصدمة كبيرة اثر بدايته المحبطة في رحلة الدفاع عن لقبه بكأس كوبا أمريكا المقامة حاليا بالأرجنتين حيث تعادل سلبيا مع المنتخب الفنزويلي ، كانت مارتا على موعد مع التألق في مباراة النرويج وصعدت بفريقها إلى دور الثمانية بمونديال السيدات بعد عرض رائع وفوز كبير على المنتخب النرويجي الفائز بلقب كأس العالم عام 1995 وأحد المرشحين دائما للمنافسة على اللقب العالمي.
ورفعت مارتا /25 عاما/ رصيدها إلى 12 هدفا في بطولات كأس العالم للسيدات لتصبح على بعد هدفين فقط من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف الذي تسجله أي لاعبة في بطولات كأس العالم والمسجل حاليا باسم الألمانية بيرجيت برينز.
وردا على سؤال عما إذا كانت قادرة على زيادة رصيدها في البطولة الحالية عن الأهداف السبعة التي سجلتها في مونديال 2007 بالصين ، قالت مارتا "لا أعلم ما إذا كنت أسرع مما كنت عليه في 2007 " وأضافت "أسعى ببساطة إلى تقديم كل ما بوسعي.. أتوقع الحفاظ على هذا المستوى".
وقال كلايتون ليما المدير الفني للمنتخب البرازيلي للسيدات "نشكر الرب على أن مارتا برازيلية وتتسم بالتواضع رغم عبقريتها في الملعب. إنها تتعاون بشكل رائع مع باقي زميلاتها وتحظى بعلاقات طيبة للغاية مع زميلاتها الأصغر سنا".
كما اعترفت إيلي لاندسيم مدربة المنتخب النرويجي بتفوق مارتا المولودة في ريو دي جانيرو ، وقالت "لعبت بسرعة تفوقنا كثيرا".
والتزمت مارتا بالأداء الخططي والحذر في المباراة الأولى للفريق في مونديال السيدات الحالي ليتغلب الفريق على نظيره الأسترالي 1/صفر فقط ولكنها تخلصت من هذا الإطار في المباراة الثانية ولعبت بحرية أكثر لتسجل هدفين للمنتخب البرازيلي في الدقيقتين 22 و48 ببراعة فائقة كما صنعت الهدف الآخر لزميلتها روزانا أجوستو في الدقيقة 46 .
ومع هذا التألق ، جذبت مارتا إليها مساندة نحو 26 ألف مشجع احتشدوا في المدرجات وانبهروا بالعرض الرائع من أفضل لاعبة في العالم.
ومع وجود مارتا وتألقها مجددا ، تضاعفت فرص المنتخب البرازيلي والترشيحات المصاحبة له في البطولة ليتوج باللقب العالمي للمرة الأولى بعدما خسر أمام نظيره الألماني في المباراة النهائية للبطولة الماضية.
وقالت مارتا "لا أريد أن يعرفني الناس ببساطة.. أريد أن أبهرهم".
وتبدو الفرصة سانحة أمام مارتا لإبهار المشجعين مجددا عندما تقود الهجوم البرازيلي في مباراته الثالثة بالدور الأول للبطولة والتي يلتقي فيها منتخب غينيا الاستوائية غدا الأربعاء.